Monday, May 21, 2007

الى المدون عبد المنعم

إلى المدون عبد المنعم ..
أكره ان انادي من لا أعرفهم جيدا بلقب عزيزي او عزيزتي فإنا مقل في الكشف عن عواطفي واكره عواطف المجاملات..
لكنك مدون ولهذا السبب فأنت سجين.
ولهذا فأنا اخاطبك ..
والسجن تجربة لئيمة وحقيرة وأسوأ اختراع بشري " تميز " به البشر في دناءتهم عن اسلافهم القردة وأولاد عمومتهم الذئاب..
لن اقول لك :السجن للجدعان وكل هذا الكلام الفارغ، فحينما تكون في السجن فأنت رهينة لا تملك من امرك شيئا..
او هكذا يريدك من حبسك .. ويريد قهرك .
لكنك برغم قيودك تملك حريتك . تملك فضائك ..
اما هم من سجنوك فليس امامهم سوى مواصلة الانحدار حتى نهاية دربهم البائس. انظر إليهم والى من سبقهم وقل لي من يذكرهم الآن ومن يتذكرهم او يذكر ايامهم ؟
نحن نمتلك فضاءنا وأصدقائنا وأحبائنا والذين يخرجون في المظاهرات دفاعا عنا والذين يقفون على ابواب السجون لكي يمدوننا بغيار ولقمة وعلبة سجائر وقبلة .
من يسجنونا يستخدمون الوقت الضائع ، يواصلون تناول حبوب التنفس وأدوية الجلطة لكنك تعرف كما اعرف ان لكل داء دواء إلا الحماقة اعينت من يداويها!
هم محبوسون داخل مقصوراتهم وأرائهم التافهة وحقدهم وخوفهم ومعرفتهم بنهايتهم الكئيبة البائسة.
ليس هذا كلام للتسخين وكنت اتمنى ان لا تجتاز هذه المحنة لكن كل نفس مسيرة لما قدر لها..
هذا ما قُدر لك وعليك ان تجتاز قدرك هذا .. فهو ليس امتحانا . فالرجال والنساء لا يُمتحنون في الزنازين ؛ لكنهم يمُتحنون حينما يُمنحون الحرية.. كيف تراهم يا ترى يدافعون عنها ويدافعون عن حق الآخرين فيها أيضا !
هذا هو امتحاننا الأكبر ..
وكما قال الرسول عليه السلام : قمنا بالجهاد الأصغر وأمامنا الجهاد الأكبر.. جهاد مواصلة الإيمان .
إيمان شخص مثلي هو الأيمان باني لست على صواب دائما لكني اعرف من هم الذين على خطأ .. اؤلئك الذين يخالفون دورة الطبيعة وقوانينها ..
السجن هو مخالفة للطبيعة في سماحتها وحساباتها الصارمة العادلة .. لأنه إهانة للخالق الذي خلق الإنسان حرا وأعطاه العقل ليفكر واللسان ليقول ما يعن له ..
وعلمه بالقلم .. علمه ما لم يعلم .
بين تجربتي وتجربتك حوالي اربعين سنة ..
لكن النتائج واحدة
من حبسوني ماتوا .. من عذبوني لا يتذكرهم.أحد نحن بقينا وهم زالوا..
انت مدون لذا انت سجين .
نحن نملك حرية لا يحلمون هم بها .. الذين سجنوك ويسجنوننا ويحتفظون بنا رهينة .. نملك حرية إننا باقون وهم لن يهتم احد بمعرفة مآلهم .
بين تجربتي ماتوا. حوالي اربعين سنة ..
لكن النتائج واحدة
من حبسوني ماتوا ..وزالوا كعصف مأكول يوم ريح !
.. ونحن بقينا وسنبقى مليء السمع والبصر !
ماشاءالله !!
رءوف مسعد

No comments:

Post a Comment