Sunday, May 27, 2007

إلى واحدة

الحقيقة ان ناس المخيمات غلابة لكنهم مثل بقية البشر يريدون مواصلة الحياة ، ومواصلة الحياة في المخيم حيث لا يوجد قانون سوى قانون السلاح والبقاء للأقوى هو " الانتماء " وغالبا ما يكون الانتماء قبليا .. اي عصبيا عائليا ودينيا وقرويا . ستجدين عائلات بأكملها فتحاوية واخرى في الشعبية وهكذا . اهل المخيم قدموا بعائلاتهم من قراهم واحتفظوا بأنسابهم .كنت اتجول مع باسمة الحسيني ( مؤسسة المورد الثقافي الآن )في المخيمات الفسطسنية في سنوات ما قبل الغزو حينما جاءت الى لبنان تزور والدها الذي كان يعمل في حريدة السفير وبقيت بعض الوقت .

كان ذلك بعد انتفاضة الخبز 18 و19 يناير وقمنا بتأليف عمل مسرحي ( لا اسميه مسرحية ) سويا مع بعض المصريين الذين تعرفنا عليهم وكانوا قد انتموا للمقاومة الفلسطينية لأسباب مختلفة . تجولنا في المخيمات مع " مسرحيتنا " وتعرفنا على روجيه عساف مؤسس مسرح الحكواتي اللبناني وساعدنا بأن نمثل العمل على مسرح بيروت . كانت باسمة المخرجة وكنت انا ممثلا!!
سكان المخيمات يقومون بشتى الاعمال البسيطة طلبا لكسب الرزق لكن مصدر الاعاشة الاساسي كانت المنظمات التي توفر لأولادهم فرصة التعليم داخل لبنان وخارجه وتربط بين العائلات المشتتة في ارجاء الدول العربية.
سكان المخيم هم "الوقود " الاساسي للمنظامت لذا حينما تم الاجتياح كانت القوات الاسرائيلية تقوم ب " تنظيف " المخيمات . بدأت بمخيم عين الحلوة وكان يقيم فيه الفنان الفلسطيني العظيم ناجي العلي وقد حكى بعد ذلك ما حدث وكتبته انا في " صباح الخير ياوطن " الذي نشرته لي "مطبوعات القاهرة " التي اسسها علاء سويف واحمد سيف الاسلام وشخص آخر لا اذكر اسمه الآن ..
ولعلك تعرفين عن مذبحة صبرا وشاتيلا التي قدمت فيها اسرائيل المخيم للقوات الكتائبية ليذبحوا سكان المخيم.
بعد وصول عرفات الى غزة ذهبت وتجولت بعض الوقت في المخيمات في غزة ورام الله . كتبت هذا ايضا في كتابي عن الرحلة " في انتظار المخلص " ..جدران المخيمات مليئة بالوسترات التي تمجد الشخداء .. سكان المخيمات في كل مكان هم الوقود !
ما يحدث الآن في مخيم نهر البارد هو تكرار للماضي مع اختلاف الاسماء والظروف : خرجت المنظمة من لبنان وحل محلها القبضايات ثم الاسملاميين والذي يدفع الثمن هم سكان المخيم
لكن هذا حديث آخر
شكرا لاهتمامك

No comments:

Post a Comment