Sunday, June 24, 2007

الكتابة على الحائط

حينما ظهرت قصائد المعتقلين في جوانتانامولم يدهشني هذا .. فمن تجربة معاملة المعتقلين والمسجونين السياسيين في السجون والمعتقلات العربية التي تتشابه في بعض النواحي مع المعتقلين في جوانتانامو، يعرف الواحد ان الفن هو وسيلة من الوسائل الهامة للحفاظ على معنويات المحبوس من الأنهيار .
وفي الزنازين المصرية سوف يجد السجين ان هناك من سبقه وسجل انطباعاته شعرا ام شعارا.

.. من اشهر من كتب شعرا في السجن وردده بعد ان حفظه هو المصري فؤاد حداد .. وحينما كانت الظروف تتاح كان يتم تهريب الكتابات الى الخارج مكتوبة على اوراق لف السجائر.
اول رواية نوبية كتبها محمد خليل قاس كتبها في معتقل الواحانت وتم تهريبها بنفس الطريقة.
السجين والمعتقل السياسي العربي يواجه معاملة لا انسانية .. تتركز في حرمانه من ادوات الكتابة ومن الكتب عدا القرآن او الأناجيل . من كافة انواع الترفيه . يرغم على العمل اليدوي مثل العمل في الجبل وتكسير الاحجار كما حدث ايام عبد الناصر. يواجه الضرب اليومي المنظم والإهانات الذي يصال الى الموت كما حدث مع شهدي عطية الشافعي . يعيش مكدسا في زنزانة صغيرة مع افراد آخرين يصل عددهم إلى عشرة .. في زنزانة لا يفتح بابها الآ ساعات قليلة كل يوم . تؤخذ منه حاجياته الشخصية حتى صور عائلته.

هكذا بعد كل تلك السنوات استطاع سجناء جوانتانامو المتهمون بانهم قتلة وأرهابيين ، ان يصلوا الى العالم الخارجي عبر الفن والقصائد التي تظرهم بانهم بشر مثل غيرهم .. يعانون من فراق الأحبة ويحنون الى الحياة بدون سجان
رؤوف مسعد

No comments:

Post a Comment