قصائد من جوانتانامو
من صحيفة الاندبيندنت
بتاريخ 21 - 2007
ليونارد ديولي
ان نشر اشعار المحبوسين في جوانتانامو التي كتبوها على الأكواب الورقية ، تثير في النفس مشاعرا مؤلمة .
وتعتبر الادارة الأمريكية ان افكار المحبوسين هناك ، بالغة الخطورة فلم تسمح لهم بأوراق واقلام اما الاستثناء الوحيد فهو عشرة دقائق مرة كل بضعة شهور حينما يُسمح للصليب الحمر بزيارتهم ويسمح لهم بكتابة رسائل الى اهلهم . وحتى هذه الرسائل من الضروري ان تمر على الرقيب في المعتقل .
ويوجد في جوانتانامو حوالي 380 محبوسا ؛ بعضهم من كبار اعضاء القاعدة ، لكن معظمهم تم اسرهم بواسطة اجهزة الشرطة والمحابرات في بلاد مختلفة تعمل احهزتها بالتنسيق مع احهزة المخابرات في امريكا.
بعض الحبوسين عبر عن الامه بالشعر . البعض الآخر بالانتحار او محاولته .
ان " قصائد الأكواب الورقية " قصائد تحمل في طياتها مشاعر مؤلمة: تتحدث عن غيبة الأزهار عن الحرمان من سماع هسيس الآساور في ايدي النساء وعن صدى صوت القيود الحديدية.
مذلة القيود
سامي الحاج
يأتيني من بعيد هديل الحمام
من فوق اغصان الشجر
فتغرورق عيناني بالدموع
عندما تناغي القبرة رفيقها
تسطر خواطري رسالة الى ابني
محمد
انني مكروب.
وفي ضيقي
لن التجأ سوى لله
الظالمون يهزأون مني
يتحركون بلا قيود في ارجاء الدنيا
يطلبون مني ان اشي برفاقي
يغرونني بالمال
يغرونني بالحرية
كما يهز البرق السماء
تصعقني غواياتهم
عطاياهم حية رقطاء سامة
تنفث الرياء كالسم
اقول لهم
عنكم تماثيل تمجد الحرية
و مبادئ حرية التعبير والاعتقاد
اقول لهم
ان العدل لا يقيم في التماثيل
وانتي يا امريكا
يا من تضطهدين الايتام
وتزرعين الرعب يوميا في قلوبهم
وأنت يا بوش
العالم يعرف الكذبة المنافقين
الى الله اشكو مذلتي وأتوجه بدموعي
كم انا حزين ومشتاق للأهل
وأنت يا محمد
لا تنسني
اني مكبل بالقيود وتذلني الأغلال
فكيف لي ان اكتب شعرا ؟
وبعد ان اقضي ليلتي
في السلاسل والمذلة فكيف اسطر قصيدة ؟
روحي مثل بحر عجاج
يمور بالعنف
انا سجين
لكن سجاني من ارتكب الجرائم
الظلم يحيط بي
يا الله
اجمعني مرة اخرى بابني محمد
يا الله انصر الحق وثبته
سامي الحاج كان يعمل مصورا في قناة الجزيرة.كان في زيارة لأخيه في دمشق عقب الحادي عشر من سبتمبر . هناك تلقى تعليمات من الجزيرة بان يسافر الى باكستان ليغطي المعارك المتوقعة في افغانستان . تم اعتقاله في باكستان وترحيله الى جوانتانامو.
( ترجمة رؤوف مسعد )
من صحيفة الاندبيندنت
بتاريخ 21 - 2007
ليونارد ديولي
ان نشر اشعار المحبوسين في جوانتانامو التي كتبوها على الأكواب الورقية ، تثير في النفس مشاعرا مؤلمة .
وتعتبر الادارة الأمريكية ان افكار المحبوسين هناك ، بالغة الخطورة فلم تسمح لهم بأوراق واقلام اما الاستثناء الوحيد فهو عشرة دقائق مرة كل بضعة شهور حينما يُسمح للصليب الحمر بزيارتهم ويسمح لهم بكتابة رسائل الى اهلهم . وحتى هذه الرسائل من الضروري ان تمر على الرقيب في المعتقل .
ويوجد في جوانتانامو حوالي 380 محبوسا ؛ بعضهم من كبار اعضاء القاعدة ، لكن معظمهم تم اسرهم بواسطة اجهزة الشرطة والمحابرات في بلاد مختلفة تعمل احهزتها بالتنسيق مع احهزة المخابرات في امريكا.
بعض الحبوسين عبر عن الامه بالشعر . البعض الآخر بالانتحار او محاولته .
ان " قصائد الأكواب الورقية " قصائد تحمل في طياتها مشاعر مؤلمة: تتحدث عن غيبة الأزهار عن الحرمان من سماع هسيس الآساور في ايدي النساء وعن صدى صوت القيود الحديدية.
مذلة القيود
سامي الحاج
يأتيني من بعيد هديل الحمام
من فوق اغصان الشجر
فتغرورق عيناني بالدموع
عندما تناغي القبرة رفيقها
تسطر خواطري رسالة الى ابني
محمد
انني مكروب.
وفي ضيقي
لن التجأ سوى لله
الظالمون يهزأون مني
يتحركون بلا قيود في ارجاء الدنيا
يطلبون مني ان اشي برفاقي
يغرونني بالمال
يغرونني بالحرية
كما يهز البرق السماء
تصعقني غواياتهم
عطاياهم حية رقطاء سامة
تنفث الرياء كالسم
اقول لهم
عنكم تماثيل تمجد الحرية
و مبادئ حرية التعبير والاعتقاد
اقول لهم
ان العدل لا يقيم في التماثيل
وانتي يا امريكا
يا من تضطهدين الايتام
وتزرعين الرعب يوميا في قلوبهم
وأنت يا بوش
العالم يعرف الكذبة المنافقين
الى الله اشكو مذلتي وأتوجه بدموعي
كم انا حزين ومشتاق للأهل
وأنت يا محمد
لا تنسني
اني مكبل بالقيود وتذلني الأغلال
فكيف لي ان اكتب شعرا ؟
وبعد ان اقضي ليلتي
في السلاسل والمذلة فكيف اسطر قصيدة ؟
روحي مثل بحر عجاج
يمور بالعنف
انا سجين
لكن سجاني من ارتكب الجرائم
الظلم يحيط بي
يا الله
اجمعني مرة اخرى بابني محمد
يا الله انصر الحق وثبته
سامي الحاج كان يعمل مصورا في قناة الجزيرة.كان في زيارة لأخيه في دمشق عقب الحادي عشر من سبتمبر . هناك تلقى تعليمات من الجزيرة بان يسافر الى باكستان ليغطي المعارك المتوقعة في افغانستان . تم اعتقاله في باكستان وترحيله الى جوانتانامو.
( ترجمة رؤوف مسعد )
No comments:
Post a Comment