أمين اتحاد الكتاب السودانيين كمال الجزولي:
صفقة رخيصة حرمتنا من مقعدنا باتحاد الكتاب العرب!
كمال الجزولي
ضمن فعاليات الجمعية العمومية لاتحاد الكتاب السودانيين التي انعقدت يوم الخميس 20من الشهر الجاري، وفيما كان الامين العام للمكتب التنفيذي السابق (2006.2007) الشاعر كمال الجزولي يقدم خطاب الدورة المنقضية اشار في باب علاقات الاتحاد بالكيانات الثقافية في العالم الافريقي والعربي الي انهم اصطدموا بالواقع المزري لهذه الكيانات حيث أنها إما غائبة تماماً، كما هو الحال في الكثير من البلدان الافريقية، أو أن معظمها، كما في المنطقة العربية خصوصاً، تعيش تحت رحمة أنظمتها السياسية. وبالنتيجة فهي خاضعة لإملاءاتها، وتقيم علاقاتها الخارجية مع الكيانات الداجنة مثلها في البلدان الأخرى، وليس من بينها اتحادنا بطبيعة الحال!
أما القلة القليلة التي تتسم بقدر معقول من الاستقلالية فهي، كالعادة، تعاني، مثلنا تماماً، من شح الامكانيات التي تحتاجها لإقامة وتسيير علاقات خارجية نشطة.
واشار الامين العام للاتحاد الي انهم مع ذلك حاولوا التعاطي مع بعض هذه الكيانات ولو بالحد الأدنى! فشرعوا في تأسيس علاقات تعاون مع اتحاد الكتاب المصريين، غير أنهم سرعان ما اصطدموا، حتى في هذا المستوى المتواضع، بميل قيادة هذا الاتحاد للتعامل مع اتحاد آخر في بلادنا وقال:
"رغم علمنا اليقيني بأنهم يدركون تماماً أنه مجرد اتحاد صوري! ولولا إصرارنا على التمسك بمبادئ أخلاقية نرى وجوب أن تبقى هادية في علاقات الاطراف مهما تنكر لها الآخرون وداسوا عليها بأحذيتهم، لكشفنا مصدر (علمنا اليقيني) هذا على رءوس الاشهاد!.".
واشار الجزولي الي ان العلاقة غير السوية مع اتحاد الكتاب بمصر اثرت سلباً علي الجهود التي بذلت من قبلهم لاقامة علاقة جيدة مع اتحاد الادباء والكتاب العرب وذلك، كما أفاد، حدث علي النحو التالي :
"عندما قرر هذا الاتحاد عقد الدورة رقم/23 لمؤتمره بالقاهرة خلال الفترة من 21 إلى 26 نوفمبر عام 2006، قمنا بتفويض عضو اتحادنا الأستاذ الشاعر/ الياس فتح الرحمن لتمثيلنا في إجراء الاتصالات اللازمة لضمان اعتماد عضويتنا في هذا الاتحاد، خاصة وأن كل اتصالاتنا السابقة، وبالذات مع اتحادي الكتاب المصريين والمغاربة، كانت ترجح نيلنا لهذا الحق الأصيل من حقوقنا.
ب/ غير أن التقرير الضافي الذي وصلنا من الاستاذ الياس بتاريخ 6/12/2006م كشف بجلاء كيف تدخلت الاجندات الخاصة، للأسف، لتلعب دورها في حرماننا من هذه العضوية لصالح الاتحاد الحكومي الصوري، تماماً مثلما كانت ذات هذه الاجندات قد تدخلت قبل عشرين سنة للعب نفس الدور إبان وجود الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والادباء العرب ببغداد، وتوليها في تلك الفترة من قبل الشاعر العراقي حميد سعيد، رغم القرار الذي سبق أن اتخذه هذا الاتحاد العربي أواخر سبعينات القرن المنصرم بتجميد عضوية السودان حتى ينشأ فيه اتحاد مستقل يمثل كتاب وأدباء السودان تمثيلاً حقيقياً فيتولى المقعد!
ج/ ولكي نفهم تلك الملابسات بوضوح نذكر أن اتحاد الكتاب المصريين واتحاد أدباء السودان، أحد روافد الاتحاد الاشتراكي الحاكم وقتها، كانا قد طردا من الاتحاد العربي عام 1979، لتأييدهما زيارة السادات لإسرائيل واتفاقية كامب ديفيد، كما تم سحب الرئاسة من (دولة المقر) وهي مصر. لكن، على الرغم من تأسيس اتحادنا بشكل ديموقراطي حر ومستقل عقب الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بدولة الفرد واتحادها الاشتراكي وكل روافده، فإن الأجندات السياسية العراقية تدخلت، آنذاك، نتيجة وشاية رخيصة وكاذبة من داخل السودان، لتحول، منذ ذلك الوقت، دون تولينا مقعد السودان في الاتحاد العربي بفرية تبعيتنا للحزب الشيوعي السوداني!
د/ والآن، وبعدما أضحى قرار استبعاد مصر وسحب المقر منها بلا معنى، في مناخات التراجع والانكسار العام الذي يسم النظام العربي الرسمي بأسره، أصدر الاتحاد العربي، عام 1997م، قراره بعودة مصر للاتحاد. وتطورت الامور إلى أن قام الاتحاد المصري باستضافة مؤتمر الاتحاد العربي، تمهيداً لاستعادة أمانته العامة إلى مصر من سوريا التي تولاها اتحادها لثلاث دورات متتالية عن طريق رئيسه الأستاذ علي عقلة عرسان.
هـ/ في تلك الأثناء أعيد تأسيس الاتحاد الحكومي في السودان، فتمكن من تولي المقعد مجدداً في الاتحاد العربي قبل استعادة اتحادنا لوضعيته القانونية في (ميلاده الثاني) عقب إبرام اتفاقية السلام الشامل وإصدار الدستور الانتقالي لسنة 2005م. وسارع الاتحاد المصري لتوثيق علاقاته مع ذلك الاتحاد الحكومي رغم علمه بأنه لا يمثل الكتاب والأدباء السودانيين! وفي الواقع فإن كل ما كان يهم الاتحاد المصري هو ضمان صوت السودان إلى جانبه في ما يهدف إليه من استعادة وضعيته السابقة في الاتحاد العربي، الأمر الذي ارتأى إمكانية تحققه بشكل أسهل عن طريق العلاقة بين النظامين السياسيين في البلدين، خاصة وأن المؤتمر نفسه قد انعقد برعاية تامة من الحكومة المصرية! ولأن "جرادة في الكف"، كما يقولون، "خير من ألف أخرى طائرة"، فإن الاتحاد المصري حسبها هكذا، وبالتالي لم تكن لديه مصلحة في مؤازرة اتحادنا في ما يتصل بأحقيته في تولي مقعد السودان، رغم أن قيادة اتحاد مصر سبق أن أبدت تفهمها لقضيتنا العادلة، ووعدت بمؤازرتها في المؤتمر، ورغم أن الأستاذ على عقلة عرسان أقر لرئيس الاتحاد المصري بالظلم الفادح الذي كان قد وقع على اتحادنا في هذا الشأن، وذلك في الاجتماع الذي عقده مندوبنا معهما قبيل افتتاح المؤتمر! ما حدث بعد ذلك هو أن مندوبنا وزع رسالة من الأمين العام لاتحادنا على أعضاء المؤتمر من ممثلي الاتحادات العربية، وكذلك على الكثير من كتاب وأدباء مصر الشرفاء الذين أبدوا تعاطفاً مع قضيتنا.
و/ ونرى أن على اللجنة القادمة موالاة هذه القضية العادلة بالاتصالات والتصعيد لفضح الصفقة التي حرمنا بسببها من حقنا المستحق في تولي مقعد السودان في الاتحاد العربي )
يجدر ذكره ان الدورة المنقضية للمكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب السودانيين، التي تولت ادارته في ما سمي بالميلاد الثاني له، حيث كانت حكومة الانقاذ قد قامت بحله ومصادرة داره في 1989، ليعاود نشاطه عقب اتفاق السلام الذي تم بين الحركة الشعبية بقيادة الراحل جون قرنق، الحزب الحاكم المؤتمر الوطني، هذه الدورة المنقضية انجزت العديد من الفعاليات الثقافية، توجت بالاخير بجائزة الامير كلاوس التي منحت للاتحاد لوقفته الصلبة في اتجاه ارساء قيم الحرية والديمقراطية.
لمزيد من المعلومات
essamgaseem@yahoo.com
المصدر كيكا
صفقة رخيصة حرمتنا من مقعدنا باتحاد الكتاب العرب!
كمال الجزولي
ضمن فعاليات الجمعية العمومية لاتحاد الكتاب السودانيين التي انعقدت يوم الخميس 20من الشهر الجاري، وفيما كان الامين العام للمكتب التنفيذي السابق (2006.2007) الشاعر كمال الجزولي يقدم خطاب الدورة المنقضية اشار في باب علاقات الاتحاد بالكيانات الثقافية في العالم الافريقي والعربي الي انهم اصطدموا بالواقع المزري لهذه الكيانات حيث أنها إما غائبة تماماً، كما هو الحال في الكثير من البلدان الافريقية، أو أن معظمها، كما في المنطقة العربية خصوصاً، تعيش تحت رحمة أنظمتها السياسية. وبالنتيجة فهي خاضعة لإملاءاتها، وتقيم علاقاتها الخارجية مع الكيانات الداجنة مثلها في البلدان الأخرى، وليس من بينها اتحادنا بطبيعة الحال!
أما القلة القليلة التي تتسم بقدر معقول من الاستقلالية فهي، كالعادة، تعاني، مثلنا تماماً، من شح الامكانيات التي تحتاجها لإقامة وتسيير علاقات خارجية نشطة.
واشار الامين العام للاتحاد الي انهم مع ذلك حاولوا التعاطي مع بعض هذه الكيانات ولو بالحد الأدنى! فشرعوا في تأسيس علاقات تعاون مع اتحاد الكتاب المصريين، غير أنهم سرعان ما اصطدموا، حتى في هذا المستوى المتواضع، بميل قيادة هذا الاتحاد للتعامل مع اتحاد آخر في بلادنا وقال:
"رغم علمنا اليقيني بأنهم يدركون تماماً أنه مجرد اتحاد صوري! ولولا إصرارنا على التمسك بمبادئ أخلاقية نرى وجوب أن تبقى هادية في علاقات الاطراف مهما تنكر لها الآخرون وداسوا عليها بأحذيتهم، لكشفنا مصدر (علمنا اليقيني) هذا على رءوس الاشهاد!.".
واشار الجزولي الي ان العلاقة غير السوية مع اتحاد الكتاب بمصر اثرت سلباً علي الجهود التي بذلت من قبلهم لاقامة علاقة جيدة مع اتحاد الادباء والكتاب العرب وذلك، كما أفاد، حدث علي النحو التالي :
"عندما قرر هذا الاتحاد عقد الدورة رقم/23 لمؤتمره بالقاهرة خلال الفترة من 21 إلى 26 نوفمبر عام 2006، قمنا بتفويض عضو اتحادنا الأستاذ الشاعر/ الياس فتح الرحمن لتمثيلنا في إجراء الاتصالات اللازمة لضمان اعتماد عضويتنا في هذا الاتحاد، خاصة وأن كل اتصالاتنا السابقة، وبالذات مع اتحادي الكتاب المصريين والمغاربة، كانت ترجح نيلنا لهذا الحق الأصيل من حقوقنا.
ب/ غير أن التقرير الضافي الذي وصلنا من الاستاذ الياس بتاريخ 6/12/2006م كشف بجلاء كيف تدخلت الاجندات الخاصة، للأسف، لتلعب دورها في حرماننا من هذه العضوية لصالح الاتحاد الحكومي الصوري، تماماً مثلما كانت ذات هذه الاجندات قد تدخلت قبل عشرين سنة للعب نفس الدور إبان وجود الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والادباء العرب ببغداد، وتوليها في تلك الفترة من قبل الشاعر العراقي حميد سعيد، رغم القرار الذي سبق أن اتخذه هذا الاتحاد العربي أواخر سبعينات القرن المنصرم بتجميد عضوية السودان حتى ينشأ فيه اتحاد مستقل يمثل كتاب وأدباء السودان تمثيلاً حقيقياً فيتولى المقعد!
ج/ ولكي نفهم تلك الملابسات بوضوح نذكر أن اتحاد الكتاب المصريين واتحاد أدباء السودان، أحد روافد الاتحاد الاشتراكي الحاكم وقتها، كانا قد طردا من الاتحاد العربي عام 1979، لتأييدهما زيارة السادات لإسرائيل واتفاقية كامب ديفيد، كما تم سحب الرئاسة من (دولة المقر) وهي مصر. لكن، على الرغم من تأسيس اتحادنا بشكل ديموقراطي حر ومستقل عقب الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بدولة الفرد واتحادها الاشتراكي وكل روافده، فإن الأجندات السياسية العراقية تدخلت، آنذاك، نتيجة وشاية رخيصة وكاذبة من داخل السودان، لتحول، منذ ذلك الوقت، دون تولينا مقعد السودان في الاتحاد العربي بفرية تبعيتنا للحزب الشيوعي السوداني!
د/ والآن، وبعدما أضحى قرار استبعاد مصر وسحب المقر منها بلا معنى، في مناخات التراجع والانكسار العام الذي يسم النظام العربي الرسمي بأسره، أصدر الاتحاد العربي، عام 1997م، قراره بعودة مصر للاتحاد. وتطورت الامور إلى أن قام الاتحاد المصري باستضافة مؤتمر الاتحاد العربي، تمهيداً لاستعادة أمانته العامة إلى مصر من سوريا التي تولاها اتحادها لثلاث دورات متتالية عن طريق رئيسه الأستاذ علي عقلة عرسان.
هـ/ في تلك الأثناء أعيد تأسيس الاتحاد الحكومي في السودان، فتمكن من تولي المقعد مجدداً في الاتحاد العربي قبل استعادة اتحادنا لوضعيته القانونية في (ميلاده الثاني) عقب إبرام اتفاقية السلام الشامل وإصدار الدستور الانتقالي لسنة 2005م. وسارع الاتحاد المصري لتوثيق علاقاته مع ذلك الاتحاد الحكومي رغم علمه بأنه لا يمثل الكتاب والأدباء السودانيين! وفي الواقع فإن كل ما كان يهم الاتحاد المصري هو ضمان صوت السودان إلى جانبه في ما يهدف إليه من استعادة وضعيته السابقة في الاتحاد العربي، الأمر الذي ارتأى إمكانية تحققه بشكل أسهل عن طريق العلاقة بين النظامين السياسيين في البلدين، خاصة وأن المؤتمر نفسه قد انعقد برعاية تامة من الحكومة المصرية! ولأن "جرادة في الكف"، كما يقولون، "خير من ألف أخرى طائرة"، فإن الاتحاد المصري حسبها هكذا، وبالتالي لم تكن لديه مصلحة في مؤازرة اتحادنا في ما يتصل بأحقيته في تولي مقعد السودان، رغم أن قيادة اتحاد مصر سبق أن أبدت تفهمها لقضيتنا العادلة، ووعدت بمؤازرتها في المؤتمر، ورغم أن الأستاذ على عقلة عرسان أقر لرئيس الاتحاد المصري بالظلم الفادح الذي كان قد وقع على اتحادنا في هذا الشأن، وذلك في الاجتماع الذي عقده مندوبنا معهما قبيل افتتاح المؤتمر! ما حدث بعد ذلك هو أن مندوبنا وزع رسالة من الأمين العام لاتحادنا على أعضاء المؤتمر من ممثلي الاتحادات العربية، وكذلك على الكثير من كتاب وأدباء مصر الشرفاء الذين أبدوا تعاطفاً مع قضيتنا.
و/ ونرى أن على اللجنة القادمة موالاة هذه القضية العادلة بالاتصالات والتصعيد لفضح الصفقة التي حرمنا بسببها من حقنا المستحق في تولي مقعد السودان في الاتحاد العربي )
يجدر ذكره ان الدورة المنقضية للمكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب السودانيين، التي تولت ادارته في ما سمي بالميلاد الثاني له، حيث كانت حكومة الانقاذ قد قامت بحله ومصادرة داره في 1989، ليعاود نشاطه عقب اتفاق السلام الذي تم بين الحركة الشعبية بقيادة الراحل جون قرنق، الحزب الحاكم المؤتمر الوطني، هذه الدورة المنقضية انجزت العديد من الفعاليات الثقافية، توجت بالاخير بجائزة الامير كلاوس التي منحت للاتحاد لوقفته الصلبة في اتجاه ارساء قيم الحرية والديمقراطية.
لمزيد من المعلومات
essamgaseem@yahoo.com
المصدر كيكا
No comments:
Post a Comment